في خضم ما يقال من كلام عن الاستحقاق الرئاسي والتحركات التي تقوم بها ​فرنسا​ و​قطر​، والصورة الضبابية التي سادت اجواء اجتماع اللجنة الخماسيّة (​الولايات المتحدة الاميركية​ وفرنسا و​السعودية​ وقطر ومصر)، كشف مصدر دبلوماسي ينتمي الى احدى الدول الخمس، بعضاً من الغموض السائد، فأكّد ان قطار الحلّ لا يزال يسير على السرعة البطيئة، وامامه محطتان: تسوية صغيرة في ​لبنان​، وتسوية كبيرة يستفيد منها لبنان لكنها تشمل المنطقة ككل.

وفي حين يشير المصدر الى ان الامور لم تعد راكدة وان محاولات دفعها نحو الامام جدّية وقائمة، يستطرد انّ السرعة ليست موجودة حالياً على اجندة العمل، على الرغم من الرغبة لدى الجميع في إحراز تقدم ما، ويضيف ان الاسابيع المقبلة قد تحمل تقدماً ما على صعيد التسوية الصغيرة في حال حصولها، ستشكل مؤشّراً الى انّ التسوية الكبيرة قد سلكت طريقها نحو التنفيذ.

ويعترف المصدر انه في ما خص الاسماء، فإنّ اسهم قائد الجيش ​العماد جوزاف عون​ قد ارتفعت في الآونة الاخيرة، خصوصاً بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ​جان ايف لودريان​ الى لبنان، ولكن هذا الامر غير كاف لحسم الموضوع، فهناك اسمان آخران يتم طرحهما ايضاً على بساط البحث هما الوزير السابق ​زياد بارود​، والنائب ​نعمة افرام​. ويشدد المصدر على ان الصورة لم تتّضح كلياً بعد، وان كل ما يتم طرحه من اسماء ومواقف، قابل للتغيير او التعديل وفق المفاوضات التي تجرى من جهة، والاثمان المطلوبة من جهة ثانية، وبالقدرة على تلبيتها عبر استعمال ميزان الربح والخسارة المعروف بدقته في ما خص الشأن اللبناني في ظل تنوّع الانتماءات الدينية والسياسية والحزبيّة لقياداته. كما المح المصدر نفسه الى الرئيس وحده، اياً يكن اسمه وتاريخه ورغبته في تحقيق شيء ما، لا يمكنه ان ينجح من دون فريق عمل يواكبه ويقف الى جانبه في مفاصل رئيسيّة مطلوبة، مع ضمان التفاهم والانسجام مع المسؤولين السياسيين والحزبيين في لبنان، لانهم اثبتوا قدرتهم على قلب كل الامور اذا لم تُلبّ حاجتهم او تضمن مصالحهم ومصالح من يدعمهم.

وما لم يقله المصدر هو ان الاسماء المطروحة قد تتلاشى فور التوصّل الى تفاهم شامل على الساحة الداخليّة، لانّ كل طرف يطرح اسماً لتعزيز موقفه واظهار قدرته على تعقيد الامور، وما ان تتم تلبية المطالب او البعض منها، حتى تصبح هذه الاسماء قابلة للتغييب ليبقى اسم واحد في الساحة يلتف حوله الجميع، ان من خلال ضمان العدد لانعقاد جلسة الانتخاب، او من خلال التصويت المباشر له. وبالتالي، لا يمكن اعتبار الاسماء المطروحة كأنها "مُنزلة"، بل يتم التعاطي معها على انّها خط دفاع من قبل من يطرحها لضمان عدم تغييبه او الاستخفاف به، تماماً كما كانت الاسماء الاخرى التي طرقت ابواب ساحة النجمة في جلسات الانتخاب السابقة، وهي باتت في "الصف الثاني" وقد وصلتها الرسالة لجهة عدم اعتمادها من قبل من أيّدها وطرحها، بعد ان وصلت الامور الى مرحلة اخرى.

ويرى المصدر نفسه ان الاسابيع القليلة المقبلة قد تكون حاسمة على صعيد التسوية الصغيرة ، مشدداً على انّ الحركة لم ولن تتوقف من قبل الدول الخمس، بشكل فردي او جماعي، من دون ان يعني ذلك ان التسويات باتت على الابواب ولكنها على الاقل باتت تتحرك بثبات اكبر ونشاط افعل، انما بوتيرة ثابتة على الهدوء، مع الدعوة الى التفاؤل بعض الشيء، نظراً الى التطورات التي تشهدها المنطقة والتقاربات التي تحصل على اكثر من صعيد.