تماما كما توقع "التقرير اليومي" قبل يومين، لم يعلن أيّ من الأفرقاء اسم "مرشحه" لرئاسة الحكومة المقبلة، وذلك بانتظار "ربع الساعة الأخير"، أو بانتظار "كلمة" رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بوصفه "بيضة القبان"..

"البيك" أعلنها منذ اليوم الأول، هو لن يدلي بأي موقف أو تعليق قبل مساء الخميس، فسار خلفه الجميع وقرّروا أن يحذوا حذوه. هكذا، وبانتظار كلمة "البيك"، غابت كلّ الكلمات الأخرى، كلمات بدت أصلا "معلّقة" على "حبال" جنبلاط الذي يملك "كلمة السرّ" التي ستبقي الأكثرية أكثرية أو تحوّلها إلى أقلية..

وهكذا، حفلت الساعات الماضية باجتماعات من كلّ الألوان والأنواع، لكنّ أياّ منها لم يخرج بموقف حاسم وجازم، فـ"الضبابية" لا تزال تلفّ المشهد، والأسماء المطروحة لترؤس الحكومة تتغيّر مثل "البورصة" لترتفع حظوظ اسم وتنخفض حظوظ غيره، دون أيّ سبب منطقي، إلا "تضييع الوقت" قبل أن يحين الموعد "الحاسم"..

"​8 آذار​" لن تتبنى مرشح "14 آذار"..

"استنفار" الكتل النيابية المختلفة خلال الساعات الماضية لم يخرج بأيّ موقف حاسم، إلا إذا كان تأكيد مكوّنات فريق "8 آذار" كما فريق "14 آذار" ذهابها للاستشارات النيابية الملزمة المتوقعة يوم الجمعة "موحّدة" هو "الانجاز الوحيد" الذي حققته هذه الاجتماعات، التي كان آخرهالقاء موسّع عقد في عين التينة وضمّ كلّ مكوّنات "8 آذار" وتكتل "التغيير والاصلاح"، فإذا به يضع حدا لما أثير عن "خلافات" بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"حليف حليفه" العماد ميشال عون. ولعلّ الموقف الأبرز الذي خرج بعد الاجتماع هو ما أعلنه رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية عن أنّ قوى "8 آذار" تفضّل أن تأتي برئيس حكومة من صلبها، ولو كان الاتجاه نحو اسم توافقي كما قال، معلناعدم القبول باسم من قوى "14 آذار"بأيّ شكل.

هذا الموقف برز أيضا لدى الفريق "الآذاري"، حيث استبعد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، في حديث لـ"النشرة"، ان تتوصل قوى 8 و 14 آذار للتوافق حول اسم مرشح واحد باعتبار ان لكل فريق رؤيته المختلفة تماما للموضوع الحكومي، مع إشارته إلى أنّقوى "14 آذار" تدفع باتجاه قيام حكومة حيادية وهي ستسمي رئيسا لها مقرّبا منها أو وسطيا، ولن تلجأ لأي اسم "استفزازي"، وتأكيده أنّ ترؤس رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لهذه الحكومة غير وارد في هذه المرحلة.

وبين الفريقين، بقيت كل الأنظار متّجهة نحو رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي لفتت زيارته إلى النائب طلال ارسلان، وإن حرص خلالها على "عدم الاستفاضة بالكلام"، في وقت كشفت فيه معلومات خاصة بـ"النشرة" أنّ"البيك" يتّجه إلى صرف النظر عن تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأنّ المشاورات تدور حاليا حول مجموعة من الأسماء بينها المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي بدت حظوظه "مرتفعة"، كما قالت المصادر.

"بكركي" تدفن الستين.. وتعلّق الأرثوذكسي!

وبانتظار كلمة "البيك" المرتقبة مساءً، والتي ستُبنى المواقف في ضوئها على الأرجح، عاد ​قانون الانتخاب​ات إلى دائرة الضوء خلال الساعات الماضية في ضوء اللقاء الذي عقده الأقطاب الموارنة في بكركي والقرارات التي اتخذوها برعاية مباشرة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأولها "دفن" قانون "الستين" بشكل نهائي عبر إعلانهمعدم الترشح على أساسه وطلبهم من وزير الداخلية وقف قبول الترشيحات وفق هذا القانون، و"تعليقهم" في الوقت نفسه طرح اللقاء الأرثوذكسيمع حديثهم عن "مهلة" للاتفاق على قانون جديد يضمن التمثيل العادل لمختلف الأفرقاء.

لكنّ وزير الداخلية مروان شربل نفى ما تسرّب عن انه طلب مهلة 48 ساعة لايجاد مخارج قانونية لوقف قبول الترشيحات الى الانتخابات النيابية، وجدّد القول أن "قانون الستين لا يزال ساري المفعول"، لافتاً إلى أن وزارته تعمل على هذا الأساس "باعتبار أن هذا القانون لا يُلغى إلا بقانون من مجلس النواب".

هذا التطور "الاستثنائي" أتى بعد اجتماع صباحي للمطارنة الموارنة لم يقلّ أهمية، حيث خرج بـ"نداء صارخ" بدا أكثر من لافت على أكثر من صعيد إذ حذر المطارنة من اخطار تحدق بالميثاق الوطني، كما شددوا على ان "الفراغ يدخل البلاد في حال من الفوضى السياسية". وإذ دعوا الى احترام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، اعتبروا ان الاطراف السياسيين "مسؤولون عن رفع الوصاية السياسية عن لبنان بعدما تغنوا برفع الوصاية العسكرية عنه"، ورفضوا "تخلف" النواب عن إتمام واجباتهم والتوافق على قانون انتخابي جديد.

كلمة أخيرة..

مساء اليوم، يفترض أن يغيب "الغموض" وتغيب "الضبابية" عن المشهد العام، وتتّضح الكثير من الأمور..

الصورة قد تختلف رأسا على عقب، الأكثرية قد تصبح أقلية والأقلية أكثرية، و"الوسطية الجديدة" قد تفرض نفسها على رأس كلّ شيء..

كلّ شيء يبقى مرهونا بـ"كلام" النائب وليد جنبلاط المنتظر، والذي على أساسه تحدّد كلّ الأولويات الجديدة..