اعتبر الوزير السابق ​فايز شكر​ أن كل الاشارات والتصريحات والمواقف الصادرة عن الكتل النيابية الوازنة ترجح أن هناك اكثرية ستصوت لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في الجلسة المرتقبة يوم الاثنين المقبل، لافتا الى انّه وبالرغم من كل ذلك فان لا شيء محسومًا في لبنان، فقد ننام على شيء ونصحو على معطيات أخرى.

ورأى شكر في حديث لـ"النشرة" أن استمرار رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ بترشيحه للرئاسة بالرغم من المعطيات السابقة، انما يعزز مبدأ الديمقراطية الذي افتقدناه في المرحلة الماضية حتى داخل الأحزاب، معتبرا أن موقفه يؤكد على "لبنانية" الاستحقاق وأن المنتج داخلي بامتياز ولا علاقة للخارج به. واضاف: "اذا لم يكن هناك مرشح منافس للعماد عون، كان الحري به أن يخلق واحدا لضمان المنافسة الديمقراطية الحرة، فكيف اذا كان اليوم المرشح شخصية وازنة كالنائب فرنجية؟"

معارضة سورية للحريري؟

وعن موقف النظام السوري من رئاسة العماد عون، خاصة أن القسم الأكبر من حلفاء النظام في لبنان قد يصوتون لفرنجية، قال شكر أن "الرئيس السوري بشار الاسد كان ومنذ البداية واضحا وفوّض أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالملف الرئاسي، وبالتالي طالما الحزب يؤيد العماد عون فلن يكون هناك موقف معارض للنظام في سوريا". واضاف: "على كل حال الرئيس الاسد لا يجد نفسه معنيا بالتفاصيل وبالتأييد وكل ما يعنيه انتظام المؤسسات في لبنان مجددا".

واشار شكر الى انّه صحيح ان الرئيس اللبناني كان في الماضي صناعة سورية 100% الا ان الامور اختفلت بعدما تم توكيل حزب الله بالملف.

وعن معارضة الاسد لرئاسة رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ للحكومة، قال شكر: "عندما قال السيد نصرالله أنّه سيؤيد عودة الحريري الى السراي الحكومي، حتى ولو اعتبرها تضحية، فهو بذلك دحض كل ما يُحكى عن معارضة سورية لذلك".

فال خير

وتطرق شكر لمواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأخيرة وتلويحه باللجوء الى صفوف المعارضة، فاعتبر أنّه "اذا تبلورت معارضة يقودها بري، فهو فال خير وخطوة تصب لمصلحة لبنان، لأنّها لا شك ستكون معارضة بناءة نظرا للقيمة الوطنية الكبيرة لرئيس المجلس الحالي". واضاف: "حتى الساعة لا يمكن الحسم ما اذا كان بري سيكون جزءا من الحكومة أو سيكون خارجها علما انّه وفي معظم دول العالم معارضات داخل الحكومات"، لافتا الى ان المعارضة "تعطي روحا للحياة السياسية في لبنان وتخدم العهد الجديد، بعكس ما قد يتصور البعض، مرجا أن تكون خطوة باتجاه خلاص البلد من الفوضى العارمة التي يرزح تحتها".

15 يوما؟

واذ أعرب شكر عن أمله في أن تكون انطلاقة الحكومة الجديدة سريعة وتتشكل في حد اقصى 15 يوما بعد تكليف رئيس جديد لمجلس الوزراء، اعتبر أنّه اذا صفيت النوايا، فهذا الأمر ممكن، أما اذا لم تصف فذلك سيعني مطبات وعراقيل تؤخر التأليف.

ولم يستبعد ان تشهد المرحلة المقبلة شد حبال لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الوزارية، اعتبر ردا على سؤال، انّه من الطبيعي جدا أن يطالب رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ بحصة وازنة في هذه الحكومة وبوزارة سيادية، مشددا على عدم امكانية الحسم بهذه التفاصيل حتى انطلاق المشاورات التي سيجريها رئيس الحكومة الجديد.