رأت صحيفة "الراية" القطرية أنه "من الواضح أن إسرائيل لاتريد وقف عدوانها على قطاع غزة بخرقها الهدنة الإنسانية والتي تم التوصل إليها أمس الأول بجهود أممية وإقليمية"، موضحة أنه "كان يفترض أن تسري بدءا من الثامنة صباح أمس الجمعة، ولمدة ثلاثة أيام وبذلك فقد أثبتت للجميع أنها ليست شريكة في صناعة السلام وأنها لن تنجح في تسويق مبرراتها حول خرق الهدنة رغم محاولاتها إلصاق التهم بالمقاومة الفلسطينية التي من حقها أن ترفض أية هدنة جديدة ما لم يلزم المجتمع الدولي إسرائيل بالتقيد بها وما لم تسحب قواتها من غزة".

وشددت الصحيفة على أن "المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة مطالب بإجبار إسرائيل على الالتزام بشروط الهدنة الإنسانية والتي رحبت بها كل من قطر وتركيا في بيان مشترك باعتبار أن صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الجيش الإسرائيلي في غزة هو السبب المباشر في تحفيز إسرائيل ودفعها لارتكاب المزيد من الجرائم التي تتم بدون وازع أخلاقي أو إنساني أو ديني".

واعتبرت أنه "من المؤسف أن تتم المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي ظل يرسل رسائل سالبة تجاه هذه المأساة الإنسانية بفشله في إلزام إسرائيل بوقف العدوان والالتزام بالهدنة"، لافتة الى أن "مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية وشروطها لوقف إطلاق النار يجب أن تكون هي الأساس لمبادرة لوقف العدوان على غزة باعتبار أن المقاومة تمثل الشعب الفلسطيني وأنها مفوضة لمواصلة الرد على العدوان الإسرائيلي وأنها لن تلتفت إلى المطالب الأميركية والإسرائيلية بنزع سلاحها وبقاء جيش الاحتلال فوق أجزاء من أراضي قطاع غزة لتدمير الأنفاق".

وأشارت الصحيفة الى أنه "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن القضية في الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع تكمن في عدم فعالية مؤسسات المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام بتعهداتها ولذلك فليس هناك جدوى من أي مفاوضات فلسطينية إسرائيلية ما لم يلزم المجتمع الدولي خاصة أمريكا و الأمم المتحدة إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها ومنعها من التنصل من التعهدات باعتبارها الطرف المعتدي والمحتل للأراضي الفلسطينية".