أشار المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة الى انه "لا تزال الأمور على حالها تنوء تحت عبء الضغوطات الإقليمية والدولية، ومما يزيد في تعقيداتها ما يجري في المنطقة وما يحضّر لها من سيناريوهات قد تقلب الطاولة على رؤوس الجميع تحت مسمى القضاء على "داعش"، هذه العصابة الخارجة على كل الأديان والملل والأخلاقيات الإنسانية"، مضيفاً "نحن دعونا وندعو بقوة للقضاء عليها، ونطالب المسلمين بجميع أطيافهم ومذاهبهم إذا كانوا مسلمين بحق، ومؤمنين بحق، أن يبادروا لاستئصال هذا المرض الخبيث الذي يشكل تهديداً خطيراً على الأمة بأسرها، وعلى الأمة ألاّ تتهاون أو تسوّف أو تتلكأ في عملية تطهير ذاتها، وتخليص مجتمعاتها من مثل هذه الموبقات التي لا يجوز، لا شرعاً ولا عرفاً ولا خُلقاً أن يستمر المسلمون يعيشون مثل هذه الحالات المشوهة للإسلام وتعالميه، فدينهم يرفض ذلك، ولا يدعو إليه على الإطلاق، وحري بالمسلمين في مختلف مرجعياتهم أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يقوموا بواجباتهم، ".

وأضاف المفتي قبلان "من هنا نحن ندعم أي جهد وأي تحرك في الاتجاه الذي يؤدي إلى اجتثاث مثل هذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية، ولكن في الوقت عينه، ننبّه إلى تداعيات هذا المخطط الذي يتحشد له الغرب، وتقوده الولايات المتحدة الأميركية، وما يستبطنه من أهداف غير معلنة، من شأنها العبث بدول المنطقة، والتلاعب بمصائرها، ووضع اليد على ثرواتها، سيما أننا نقرأ في بعض التقارير عن مبالغ خيالية تقدر بـ 500 مليار دولار أمريكي تكلفة القضاء على داعش".

ودعا المسؤولين الى "وقف هذه المهزلة السياسية، والخروج من لعبة لحس المبرد، وعض الأصابع، قبل أن تستفحل الأمور، وتتفلت من أيديكم"، مشيراً الى ان "البلد يعيش زلزالاً حقيقياً في مختلف الميادين، والمواطن اللبناني فقد ثقته بكل ما تقولونه وتفعلونه، ولم يعد بإمكانه أن يتحمل وزر ما تمارسونه من سياسات التخاصم والانقسام والتحدي، بعدما عطلّتم المؤسسات، وبان عجزكم في كل الأمور الوطنية، ابتداءً من انتخاب رئيس للجمهورية وليس انتهاء بمعالجة القضايا الاجتماعية التي لها علاقة بحياة الناس وعيشهم الكريم، فبدل أن تتقدموا باستقالاتكم، وتعلنون اعتذاراتكم من هذا الشعب أيها الساسة الكرام، نجدكم تسعون إلى التمديد، الذي يعني تمديداً لأزمة وطن، ولأزمة نظام، ولأزمة شعب يعيش ظلم المسؤولين وتجاهلهم لأدنى حقوقه، من كهرباء غير مؤمنة، وماء مقطوعة، ومستشفيات لا ترحم، ومدارس لا تشبع، وأمنٍ قاب قوسين أو أدنى من الانهيار".

ودعا قبلان السياسيين في لبنان إلى "التجول في الشوارع أيها النواب، والذهاب إلى المدارس أيها الوزراء، وإلى زيارة المستشفيات أيها المسؤولون، لعلكم ترون في أمهات عيونكم كيف هي أمور الناس، وكيف هي أحوالهم، جراء ما صنعت سياساتكم ومشاحناتكم ونزاعاتكم ونزواتكم ومحاصصاتكم ووقوفكم الفاضح في وجه قيام الدولة القادرة على ضمان أمن وأمان الجميع".

ولفت الى إن "المرحلة صعبة أيها الإخوة، وأبناؤنا من العسكريين في أيدي عصابة من السفّاحين، وأهلهم وذووهم وعائلاتهم يعيشون أقصى درجات القلق والخوف من المصير المجهول، فمن هو المسؤول؟، وأين أصبحت الاتصالات بشأن هذا الملف الوطني والسيادي والانساني بامتياز؟"، مطالباً المعنيين "بتكثيف الجهود وبذل كل ما يمكن لإنهاء هذا الملف، بأسرع وقت، ولتأمين عودة العسكريين سالمين. نعم الفتنة تطرق الأبواب، والدواعش يتعشعشون في معظم المناطق والأحياء، يهددون ويتوعدون، لذا ندعو إلى إعلان حالة طوارئ وطنية يتشارك فيها الجميع، ويتحضرون لمواجهة أي مفاجئة يمكن أن تدخل لبنان واللبنانيين في المجهول".