لفت المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ في رسالة الجمعة لهذا الأسبوع إلى أن "استقرار ​الدولة​ يكمن في عدلها وفي خدمة ناسها وضماناتهم، أي أن تكون موظّفة عندهم، وتعمل من أجلهم، ب​العدل​ ومنع تسلط الإقطاع بمختلف أشكاله، وهذا ما يشهده ​لبنان​ ويعيشه ​اللبنانيون​. لذلك، ومن منطلق قوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) فإن إنقاذ الدولة كمشروع ضامن للشعب، يفرض أن نطهّر الدولة من الفساد أولاً، وأن نطوّر دورها ومشروعها كمؤسسة جامعة وضامنة بعيداً عن الأنانية والشخصانية"، معتبرا "اننا في أدق المراحل وأخطر الأزمات، ولا ينبغي أن نيأس أو نفقد الأمل، كما لا يجوز أن ندفع البلد نحو الفراغ، لأنه الهاوية، وما أدراك ما هي! في ظل صراعات سياسية وانقسامات طائفية ومذهبية ليست في صالح أحد، فالمسؤولية مشتركة ولا قيمة لها في عالم النعرات والكيد الذي دفع بالبعض إلى اللعب المشبوه بسوق الصرف والأسواق من أجل إخضاع الطرف الآخر، رغم أن هذا الأسلوب سيدمّر البلد، وسيفقر الناس بل سيهدد بقاء الدولة".

وناشد المفتي قبلان "الجميع وكل المعنيين دون استثناء المبادرة لاتخاذ المواقف البنّاءة والخطوات الجريئة، لإنقاذ البلد عبر ​مكافحة الفساد​، وإقفال مزاريب الهدر، وفتح كل المؤسسات المالية على الرقابة والتفتيش، وفكّ الاحتكار السياسي والطائفي، مشيراً إلى أن "أي إصلاح يبدأ من الداخل، والخارج ما هو إلا مساعد لا أكثر، كما أن حماية الأسواق والأسعار والخدمات أمر ضروري لإنعاش الناس وإنقاذها، فضلاً عن ضرورة إنعاش ​القطاع الزراعي​ والصناعي كضرورة للتصدير".

وشدد قبلان على اللبنانيين واليوم قبل الغد، ضرورة "أن يفهموا ويميّزوا جيداً بأن هناك من يلعب لعبة الموت بجوعهم واقتصادهم لصالح غرفة عمليات دولية إقليمية، وبأدوات محلية، وخاصة الطبقة السياسية التي أفلست البلد ونهبته، مضافاً إلى ضرورة الالتفات إلى التصاريح الأمريكية المتتالية حول إصرارهم على سياسات العزل والخنق والتجويع، ومنع المساعدات الدولية عن لبنان، بخلفية المساومة وبشكل صريح على توطين ​اللاجئين​ و​النازحين​ ونسف الديموغرافيا وتغيير وظيفة لبنان السياسية، وشدّ الحبل على عنق ​المقاومة​ و​القوى الوطنية​ التي شكّلت وتشكّل ضمانة لبنان الاستراتيجية".