في خضم حركتها الدبلوماسية الناشطة واللافتة بهدف الوصول إلى حل للأزمة السورية على وقع حماوة الميدان السوري، مرّرت موسكو رسالة "أمنية" أخرى ألحقتها بسابقتها التي وصلت إلى دمشق على متن مقاتلات "ميغ31"، عبر إعلان رئاسة الأركان الروسية، وللمرة الأولى منذ بدء الحرب على سورية، اتخاذ قرار ببدء تبادل معلومات الأقمار الصناعية الروسية مع القيادة السورية حول تموضع وحركة الجماعات الإرهابية على الأرض السورية، وتزامنت مع تشكيل لجنة أمنية روسية - سورية مشتركة، أعقبها قدوم عدد لافت من الخبراء العسكريين الروس إلى العاصمة السورية، أُرفقوا بأوامر تقضي برفع التقارير الميدانية مباشرة إلى الكرملن.. وقائع مستجدة أدرجها محللون عسكريون في خانة التدخل العسكري المباشر إلى جانب القيادة السورية، وسط تحذيرات استخبارية ألمانية لنظيرتها "الإسرائيلية" من مغبة استمرار تسلل طائراتها الحربية إلى الأجواء السورية، في ظل دلائل تشير إلى أن الفترة القريبة المقبلة ستشهد مشاركة مقاتلات روسية بشكل مباشر بمهام قتالية في سورية، حسبما نقل المحلل العسكري في القناة العاشرة العبرية ألون بن دايفيد عن جنرال "إسرائيلي" وصفه بـ"المؤثر" في القرارات الأمنية "الإسرائيلية"، وليُلحق بتصويب صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر أليكس فيشمان، على ما سمّاه "قرار "استراتيجي" اتخذته روسيا وايران بالقتال المباشر إلى جانب الأسد.

ووفق أحد الخبراء العسكريين الروس، والذي استند إلى تقرير رفعته مؤخراً الاستخبارات الروسية إلى القيادة العليا، فإن خطر التنظيمات التكفيرية الناشطة على الأرض السورية بات يُهدد جدياً الأمن القومي الروسي، ربطاً بازدياد أعداد المواطنين الروس المنتمين إلى تنظيم "داعش" بشكل كبير منذ بداية هذا العام، كاشفاً عن أخطر ما رصدته أجهزة استخبارات بلاده مؤخراً، ويكمن في تحضير خلايا "داعشية" تقوم بدعمها الاستخبارات "الإسرائيلية" والأميركية، لتنفيذ عمليات تفجير في مناطق روسية تم تحديدها. وإذ لفت إلى أن أجهزة الأمن السورية نقلت إلى موسكو في أواسط شهر آب المنصرم، معلومات دقيقة تتعلق بتهديدات قد يُترجمها "داعشيون" روس يقاتلون في سورية على الأراضي الروسية، ربطاً باعترافات أعداد منهم وقعت في قبضة الجيش السوري، وكشفوا عن أسماء وجهات تبيّن ارتباطها بأجهزة استخبارات تل أبيب وواشنطن، أكد الخبير الروسي أن المخطط يقضي بـ"تجميع" ودعم المئات من مقاتلي القوقاز تحديداً، بهدف إعلان "إمارتهم" على خاصرة روسيا، وبالتالي تهديد أمنها واستنزاف اقتصادها بشكل خطير.

وفي السياق، نقلت مصادر صحافية عن نائب وزيرالخارجية الروسي لمكافحة الإرهاب؛ أوميغ برومولوك، تأكيده لما كان موقع "المنار المقدسية" قد أشار إليه الشهر الماضي، ويتعلق بانتشار وحدات عسكرية خاصة لدول معادية لدمشق على الأرض السورية، مرتبطة بشكل مباشر بأجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية". وبحسب المصادر فإن وجود هذه الوحدات بشكل سري في سورية أثار اهتمام دوائر الأمن الروسية، خصوصاً أنها تزامنت مع قدوم أعداد لافتة من مقاتلي الشيشان والقوقاز إلى جبهات سورية عدة، وأُرفقت بمعلومات تشير إلى احتمال استهداف مصالح عسكرية روسية على الأراضي السورية، ولم تستبعد مشاركة مقاتلات روسية بشكل مباشر بالمدى المنظور، في شن عمليات هجومية ضد الجماعات التكفيرية في سورية، مشيرة إلى أسلحة روسية نوعية بدأت تظهر في الميدان السوري، بينها مدافع ذاتية الحركة من طراز "مستا إس"، وراجمات "تورنادو-غ" و "اوراغان".

وتعليقاً على تمكُّن مقاتلي "داعش" من اقتحام حي القدم في محيط دمشق بشكل مفاجئ، وسيطرته على أجزاء من أحيائه، وما يستتبع ذلك من خوف على العاصمة، أشارت المصادر إلى دور سعودي في دعم لا محدود للتنظيم في هذا التوقيت بالذات، بمحاولات جديدة لتهديد دمشق، وبالتالي فرض وقائع ميدانية "هامة" تؤهّل النظام السعودي كسب أوراق "ذهبية"، في وقت بدأ العد العكسي لوضع بنود الاتفاق النووي بين إيران والغرب موضع التنفيذ، وربطاً بالأمر نقلت صحيفة "داغسافيسن" النروجية، عن مسؤول دبلوماسي روسي دون تحديد اسمه، قوله إن القيادة العسكرية السورية وحلفاءها بانتظار ساعة الصفر للبدء بعمليات غير مسبوقة تحت غطاء مقاتلات حربية سيتم استخدامها لأول مرة، ربطاً بقرار "استراتيجي" وصل إلى دمشق، سيكون كفيلاً بأن يقلب الرئيس السوري بشار الأسد الطاولة على جميع أركان الحلف المعادي لسورية، وفق إشارته.

بناء على ما تقدّم، يشير محلّلون عسكريّون الى تحرّك عسكري"استثنائي" روسي- ايراني، خارج الضّوضاء الإعلامي باتجاه سوريا، تزامنا مع الحركة الدّبلوماسيّة النّشطة للحليفين، في ظلّ مشهد اقليميّ يبدو انه يتجه الى ارساء قواعد جديدة للّعبة في المنطقة بُعيد توقيع الإتفاق التاريخي بين ايران والغرب، على وقع تسريبات صحافيّة ايرانيّة اشارت الى "وقائع هامّة" ستطبع الميدان السوري في الأشهر الستّة المقبلة، تمّ إنجازها على طاولة حلفاء دمشق،، لن تخلو من مفاجآت أمنيّة،، وسياسيّة قادمة.